اجتماع “بنّاء” في جنيف بشأن مستقبل قبرص

أعلنت تركيا، اليوم، توصل اجتماع استمر ليومين في جنيف بشأن مستقبل جزيرة قبرص إلى اتفاق حول عدد من النقاط، في حين أثنى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على التقدم المحرز للمرة الأولى منذ سنوات.
وقال المتحدث باسم الخارجية التركية أونجو كتشالي في بيان “اتفق الزعيمان (في شطري قبرص) على إحراز تقدم في ملفات فتح نقاط عبور جديدة، وإزالة الألغام من الجزيرة، والبيئة وتغير المناخ، وتوليد الطاقة الشمسية في المنطقة العازلة، وترميم المقابر، وإنشاء لجنة فنية للشباب”.
وفي وقت سابق اليوم، اختتم بمدينة جنيف السويسرية الاجتماع غير الرسمي الموسع بشأن مستقبل قبرص، بهدف تبادل وجهات النظر لتحديد مسار للمضي قدما، برعاية الأمين العام للأمم المتحدة، وجمع ممثلين عن جانبين الجزيرة المقسمة، إضافة إلى الدول الضامنة تركيا واليونان وبريطانيا.
وأردف متحدث الخارجية التركية “بذلك تم اتخاذ خطوة مهمة نحو تطوير علاقات حسن الجوار بين الدولتين في الجزيرة”، مشيرا إلى أنه تقرر عقد اجتماع غير رسمي ثانٍ بالصيغة نفسها في نهاية يوليو/تموز المقبل، ولفت إلى أنه من المتوقع أن يعيّن الأمين العام للأمم المتحدة ممثلا شخصيا بشأن هذه القضية.
ويشكّل غياب أرضية مشتركة بين الأطراف في قبرص عقبة أمام الانتقال إلى عملية التفاوض الرسمية لحل أزمة الجزيرة، وتدافع جمهورية شمال قبرص التركية عن أطروحة “الحل القائم على المساواة السيادية والتعاون بين دولتين في قبرص”، بينما يصر القبارصة اليونانيون على دعم نموذج فدرالي ثنائي إثني لم يسفر عن نتيجة.
ترحيب وتفاؤل
وتعليقا على الاجتماع، قال غوتيريش “المناقشات جرت في أجواء بناءة مع الجانبين اللذين أظهرا التزاما واضحا بإحراز تقدم ومواصلة الحوار”، مضيفا “اليوم تحقق تقدم ملموس”، وهيمنت “أجواء جديدة” على المحادثات التي استمرت سنوات، ووصلت إلى طريق مسدود منذ 2017.
من جهته، قال زعيم القبارصة الأتراك إرسين تتار للصحفيين إنه “راضٍ عن المناقشات الإيجابية” التي أجراها مع نظيره القبرصي اليوناني وممثلين من اليونان وتركيا وبريطانيا، مضيفا “نواجه خيارين إما أن نستمر على المسار نفسه مع كل التداعيات، أو أن نبني مستقبل الجزيرة معا”.
في المقابل، قال زعيم القبارصة اليونانيين نيكوس كريستودوليديس “إنها خطوة أولى إيجابية نحو استئناف المحادثات، هذا هو الهدف، لم نبلغه بعد في هذه المرحلة، لكنها خطوة أولى مهمة”.
وفشلت عقود من المفاوضات برعاية الأمم المتحدة في توحيد الجزيرة. وانهارت آخر جولة من محادثات السلام عام 2017 في سويسرا، وفي 2004 رفض القبارصة اليونانيون في استفتاء خطة مدعومة من الأمم المتحدة لتوحيد الجزيرة.
وتعترف أنقرة بجمهورية شمال قبرص التركية الواقعة شمال الجزيرة، وهي الدولة الوحيدة في العالم التي تعترف بها، في حين تعترف الأمم المتحدة وباقي الدول الأعضاء بجمهورية قبرص ذات الأغلبية اليونانية.