في اكتشاف علمي هو الأول من نوعه، حذرت دراسة حديثة من أن نقص الحديد لدى النساء خلال فترة الحمل قد يؤدي إلى ولادة أطفال ذكور بصفات جنسية أنثوية أو مختلطة، في حالة تُعرف طبيًا بـ”الإنترسكس”، وهو اضطراب نادر تتشكل فيه الأعضاء التناسلية بشكل لا يتوافق مع التركيبة الجينية للجنين.
التجربة على الفئران تكشف العلاقة
الباحثون في معهد هادسون للأبحاث الطبية في أستراليا أجروا تجارب على فئران حوامل وُضعت على نظام غذائي منخفض الحديد، ولاحظوا أن عددًا من الذكور وُلدوا بأعضاء تناسلية أنثوية أو مختلطة، رغم امتلاكهم الكروموسومات الذكرية (XY).
وبحسب الدراسة، فإن السبب يعود إلى تعطّل عمل إنزيم “هيستون ديميثيلاز”، المسؤول عن تنشيط الجين الذكري الأساسي المعروف بـ”Sry”، والذي يتحكم في تطور الأعضاء الذكرية. هذا الإنزيم يحتاج إلى الحديد ليعمل بكفاءة، وبالتالي فإن نقص الحديد يمنع تنشيط الجين، ما يسبب تغيّرًا في تطور الأعضاء التناسلية لدى الجنين الذكر.
الحديد والتطور الجنسي.. علاقة غير مسبوقة
الدكتور فنسنت هارلي، الباحث الرئيسي بالدراسة، وصف النتائج بأنها “تفتح آفاقًا جديدة لفهم العلاقة بين التغذية والتطور الجنسي”، مشيرًا إلى أن هذه المرة الأولى التي يُثبت فيها دور الحديد في تحديد التكوين الجنسي للأجنة.
وأوضح الباحثون أن النظام الغذائي للأم، بما يشمله من عناصر غذائية أو سموم بيئية، يمكن أن يؤثر على التعبير الجيني لدى الجنين خلال مراحل مبكرة من النمو، بما في ذلك تطور الأعضاء التناسلية.
الإنترسكس.. حالة أندر مما يُعتقد
تُعرف حالة “الإنترسكس” بأنها ولادة طفل بأعضاء جنسية أو خصائص جسدية لا تنتمي بشكل واضح إلى الجنس الذكري أو الأنثوي. وتُقدّر نسبة انتشارها بين 1 إلى 2% من السكان حول العالم.
الحديد.. أهمية مزدوجة خلال الحمل
بعيدًا عن التطور الجنسي، سبق أن كشفت دراسات أخرى أن نقص الحديد خلال الحمل يُعد عامل خطر رئيسيًا في تشوهات القلب الخلقية. فبحسب “المؤسسة البريطانية للقلب”، فإن نقص الحديد في أول 100 يوم من الحمل يزيد خطر إصابة الجنين بعيوب في القلب بنسبة تصل إلى 47%، وقد يكون مسؤولًا عن نحو 5% من تلك الحالات.
توصيات للأمهات
لضمان حمل صحي، يوصي الأطباء النساء بتناول نظام غذائي غني بالحديد، يتضمن:
اللحوم الحمراء
البقوليات مثل الفاصولياء والحمص
المكسرات
الخضراوات الورقية
ويُنصح أيضًا بإجراء فحص دم مبكر لاكتشاف أي نقص محتمل، وتناول مكملات الحديد عند الحاجة، إلى جانب فيتامين C لتعزيز امتصاصه.
أبحاث مستقبلية
العلماء يعتزمون مواصلة الأبحاث لمعرفة ما إذا كانت مكملات الحديد قبل الحمل أو في مراحله المبكرة قد تساهم في الوقاية من حالات الإنترسكس أو العيوب القلبية، وهو ما قد يعيد رسم خريطة التغذية المثالية للحوامل في المستقبل.
رسالة طبية مهمة: تجاهل عنصر بسيط كـ”الحديد” قد يحمل تأثيرات عميقة على صحة المولود، من قلبه حتى صفاته الجينية.
للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك
