الاجتماع الاستثنائي لـ«الوزاري الخليجي»: الوقف الفوري لإطلاق النار والتحلي بأقصى درجات ضبط النفس وتجنيب المنطقة مخاطر الحروب

- دعوة مجلس الأمن والمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياتهما نحو وقف الحرب ومنع التصعيد لما له من تداعيات خطيرة على السلم الإقليمي والدولي
- البديوي: تفعيل مركز مجلس التعاون إدارة حالات الطوارئ لاتخاذ جميع الإجراءات الوقائية اللازمة على المستويات البيئية والإشعاعية كافة
- المؤشرات الفنية لاتزال ضمن النطاق الآمن ولم يُرصَد ما يدعو للقلق مع استمرار حالة الاستنفار الكامل ضماناً لأعلى درجات الجاهزية
- المنطقة شهدت تصعيداً بالغ الخطورة وغير مسبوق بسبب هجمات قوات الاحتلال الإسرائيلي على إيران مما زاد من حدة التوترات في الإقليم
- ملتزمون بتهدئة التوترات وتمكين الحوار ونجدد الدعوة لجميع الدول إلى الامتناع عن أي أعمال عسكرية تفادياً لانزلاق خطير لا يمكن التنبؤ بنتائجه
الأمانة العامة ـ مدينة الرياض
في ضوء تطورات الأوضاع بالمنطقة والاعتداءات الإسرائيلية على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، عقد المجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية اجتماعه الاستثنائي الثامن والأربعين عبر الاتصال المرئي أمس برئاسة وزير الخارجية عبدالله اليحيا، رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية،
وبعد مناقشة هذه التطورات، تم التوصل إلى ما يلي:
أدان المجلس الوزاري الاعتداءات الإسرائيلية على الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تمس سيادتها وأمنها، وتمثل انتهاكا صريحا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، مؤكدا ضرورة العودة إلى المسار الديبلوماسي.
وأعرب المجلس الوزاري عن ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار للمحافظة على أمن واستقرار المنطقة وبذل كل الأطراف جهودا مشتركة للتهدئة واتخاذ نهج الديبلوماسية كسبيل فعال لتسوية النزاعات، والتحلي بأقصى درجات ضبط النفس وتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر الحروب.
وأكد المجلس الوزاري أهمية الدور الذي تقوم به الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تعزيز الأمن الوقائي، محذرا من آثار ضرب المنشآت النووية لما له من مخاطر بشرية وبيئية جسيمة، كما يعد تهديدا للسلامة ولنظام الضمانات الشاملة، ومخالفا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، التي تمنع استهداف المنشآت النووية.
وطالب المجلس الوزاري مجلس الأمن والمجتمع الدولي بتحمل مسؤولياتهما نحو الوقف الفوري لهذه الحرب ومنع التصعيد، لما له من تداعيات خطيرة على السلم الإقليمي والدولي، والدفع باتجاه مواصلة المفاوضات الأميركية-الإيرانية بشأن الملف النووي الإيراني بوساطة سلطنة عمان.
وأكد المجلس الوزاري ضرورة الالتزام بالأسس والمبادئ الأساسية المبنية على ميثاق الأمم المتحدة ومواثيق القانون الدولي ومبادئ حسن الجوار واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وحل الخلافات بالطرق السلمية وعدم استخدام القوة والتهديد بها.
وأكد المجلس الوزاري أهمية الحفاظ على الأمن البحري والممرات المائية في المنطقة والتصدي للأنشطة التي تهدد أمن واستقرار المنطقة والعالم، بما في ذلك استهداف السفن التجارية وتهديد خطوط الملاحة البحرية والتجارة الدولية، والمنشآت النفطية في دول المجلس.
في السياق ذاته، قال الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي ان المجلس الوزاري لمجلس التعاون ناقش تطورات الأوضاع في المنطقة خلال اجتماعه الاستثنائي الـ48 الذي عقد عبر الاتصال المرئي.
كما ذكر الأمين العام خلال كلمته أن المنطقة شهدت الأيام الأخيرة تصعيدا بالغ الخطورة وغير مسبوق بسبب هجمات قوات الاحتلال الإسرائيلي على أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية والرد عليها من قبل إيران، مما زاد من حدة التوترات في الإقليم والمنطقة، وفتح الباب أمام سيناريوهات مبهمة ومقلقة، قوضت فرص المسارات السياسية، وأدت إلى توقف وانهيار جهود الحوار والديبلوماسية، الأمر الذي حدا بكل دول المجلس للتنديد بالعمليات العسكرية الإسرائيلية في حينها.
وأشار البديوي إلى عدد من التداعيات والتحديات التي قد تواجه دول مجلس التعاون نتيجة هذه التطورات المتسارعة، ومنها الآثار المترتبة على أي تصعيد قد يطول المنشآت النووية لما لها من آثار محتملة على البيئة الإقليمية والبنية التحتية الحيوية، بالإضافة إلى امتداد تلك الآثار على الجوانب الاقتصادية، وإمكانية تعطيل سلاسل الإمداد وحركة التجارة والطاقة وتهديد سلامة الممرات المائية الحيوية.
كما ذكر الأمين العام أنه في هذه الظروف الدقيقة، ومع ما قد ينجم عنها من تداعيات فنية وبيئية خطيرة نتيجة أي استهداف للمنشآت النووية، نؤكد أن الأمانة العامة لمجلس التعاون، وفي استجابة فورية تجسد وعيا دقيقا بخطورة الوضع الراهن، وتنفيذا مباشرا لتوجيهات وقرارات المجلس الأعلى في تعزيز منظومات الاستجابة للطوارئ، تم تفعيل مركز مجلس التعاون لإدارة حالات الطوارئ، لاتخاذ جميع الإجراءات الوقائية اللازمة على المستويات البيئية والإشعاعية كافة، ومتابعة المؤشرات الفنية بدقة، وذلك بالتنسيق الكامل مع الجهات المختصة في الدول الأعضاء، وعبر منظومات الإنذار المبكر، مع إصدار التقارير الفنية فور توافرها، ونشر البيانات المتعلقة بها، وقد تم إصدار البيان الأول في هذا الجانب لوسائل الإعلام، ومشيرا في هذا السياق إلى أن المؤشرات الفنية حتى هذه اللحظة لاتزال ضمن النطاق الآمن، ولم يرصد ما يدعو للقلق، مع استمرار حالة الاستنفار الكامل ضمانا لأعلى درجات الجاهزية وترسيخا لليقظة المستمرة التي يتطلبها الموقف.
واختتم البديوي كلمته بالتأكيد على أن مجلس التعاون نشأ على قيم التضامن والعمل الجماعي، وظل يرى في الاستقرار دعامة أساسية لأمن شعوبه ومصالحها، ويواصل التزامه بتهدئة التوترات وتمكين الحوار ومنع الانزلاق إلى أي صراع يهدد استقرار الخليج والعالم، ونجدد من هذا المنبر دعوتنا لجميع الدول والأطراف إلى ضبط النفس، والامتناع عن أي أعمال عسكرية، تفاديا لانزلاق خطير نحو صراع أوسع لا يمكن التنبؤ بنتائجه أو السيطرة عليه.
وشارك في الاجتماع وزير دولة بوزارة الخارجية بدولة الإمارات العربية خليفة شاهين المرر، ووزير الخارجية بمملكة البحرين د.عبداللطيف بن راشد الزياني، وصاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان آل سعود وزير الخارجية بالمملكة العربية السعودية،
ووزير الخارجية بسلطنة عمان بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي،
ورئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية بدولة قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، ونائب وزير الخارجية الشيخ جراح الجابر، والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي.