مدرسة الحويتين تتصدر المشهد التربوي بجائزة دائرة التعليم و المعرفة “أفضل برنامج للوقاية من التنمر”2025

في خطوة تعكس التميّز التربوي والإنساني، حصدت مدرسة الحويتين جائزة “أفضل برنامج للوقاية من التنمر” للعام الدراسي 2024-2025، والتي تُمنح من دائرة التعليم والمعرفة، وذلك بإشراف الأخصائية الاجتماعية ليالي أبورمان، وبقيادة مديرة المدرسة الأستاذة فوقية مصطفى ،وجاء هذا الإنجاز بعد منافسة قوية بين نخبة من المدارس على مستوى الدولة.
لم يكن التتويج صدفة، بل جاء نتيجة استراتيجية متكاملة تبنّتها المدرسة لترسيخ قيم التسامح وقبول الآخر والاحترام من خلال برامج نوعية شاملة دمجت القيم السلوكية في المناهج الصفية والأنشطة اللاصفية ، وسعت المدرسة إلى غرس ثقافة تقبّل الاختلاف كقيمة إنسانية، وتدريب الطلبة على التعبير عن آرائهم باحترام والإنصات للآخرين.
حيث قدّمت المدرسة باقة من الأنشطة التي تسلّط الضوء على أهمية التنوع الثقافي والاجتماعي من خلال ورش، وحلقات نقاش، وأعمال فنية وإبداعية ساعدت في تعزيز الفهم العميق لقيم التسامح والمواطنة الإيجابية . كما عملت على تكثيف التوعية بمخاطر التنمر، وتدريب الطلاب على حل المشكلات بطرق إيجابية وسلمية.
كذلك أولت إدارة المدرسة اهتمامًا كبيرًا بخدمات التوجيه والإرشاد، فتابعت بشكل دقيق حالات التنمر، وتدخلت سريعًا لمعالجتها. وكان لهذا التفاعل أثر ملموس في رفع مستوى الشعور بالأمان والانتماء بين الطلاب، وتقليل المشكلات السلوكية، وزيادة التحصيل الأكاديمي، وخفض نسب الغياب والتسرب.
كما اعتمدت المدرسة سياسة قائمة على العدالة والمساواة بين جميع الطلبة ما خلق بيئة تعليمية عادلة ومحفّزة تساعد على إطلاق الطاقات الإبداعية للطلاب، وتشجع على المبادرة والابتكار، وتدعم تطوّرهم الأكاديمي والنفسي والاجتماعي.
ورسالتنا للزملاء و التربويين أنتم صانعو الأثر، وبناة القيم فمهمّتكم لا تقتصر على التعليم فقط، بل تمتد إلى بناء الإنسان. اقتربوا من طلابكم، لاحظوا تصرفاتهم، كونوا لهم الأمان والدعم، علّموهم أن الاختلاف ليس تهديدًا بل تنوّعًا يثري المجتمع، وأن الاحترام أساس العلاقات الناجحة.
و رسالتنا للطلاب أنتم أمل الغد ونبض الوطن. تذكّروا أن التنمّر لا يُظهر القوة، بل يُخفي الضعف فابتسامتكم وكلماتكم الطيبة قد تغيّر يوم زميلكم وربما حياته، فكونوا نورًا في حياة بعضكم البعض، وازرعوا المحبة حيثما ذهبتم.
وهكذا أثيتت مدرسة الحويتين أن التميز الحقيقي لا يُقاس فقط بالتحصيل الأكاديمي، بل بما تزرعه في نفوس أبنائها من قيم إنسانية راسخة، تبني مجتمعًا متماسكًا وأجيالاً واعية ، فهي ليست مجرد مؤسسة تعليمية، بل قلب نابض بالرحمة والعطاء دائما تنادي بأن المحبة تجمعنا، والتسامح يقوّينا، والاحترام يحمينا، فلتكن تجربتها نورًا يُهتدى به في كل مدرسة، ومثالًا يُحتذى في التربية قبل التعليم.