Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الإمارات

سلسلة نفحات رمضانية اليوم الثاني: نفحة الصبر والرضا بقلم شيرين يحيى

يطلّ علينا شهر رمضان كنفحة إيمانية تحمل بين طياتها دروسًا عظيمة في تهذيب النفس وترويض الروح. إنه شهر يمتحن فيه الإنسان قدرته على التحمل، ويختبر صبره على الطاعات والابتعاد عن المعاصي، وهو أيضًا فرصة عظيمة ليتعلم كيف يرضى بقضاء الله، فيجد في الرضا راحة القلب وسكينة النفس. فالصبر والرضا جناحان يحلق بهما المؤمن في سماء الطمأنينة، وهما سر السعادة الحقيقية التي تتجلى في أيام رمضان ولياليه.
فالصبر في رمضان ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب، بل هو تدريب عملي على قوة الإرادة وضبط النفس ، فالمؤمن الذي يصوم بصدق لا يتحمل الجوع والعطش فحسب، بل يتحمل المشقة في سبيل التقرب إلى الله، ويتعلم كيف يسيطر على رغباته ويعلو بروحه فوق شهواته. فالصائم الحقيقي هو من يتحلى بالصبر عند الغضب، فلا يرد الإساءة بمثلها، ولا يرفع صوته في جدال بل يواجه الإساءة بالحلم، ويجعل صومه سببًا في تهذيب أخلاقه، تطبيقًا لقول النبي ﷺ: “الصيام جُنَّة، فإذا كان يوم صوم أحدكم، فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سابَّه أحد أو شاتمه، فليقل: إني صائم”.
أما الرضا، فهو ثمرة الصبر، وهو ما يجعل القلب في رمضان مطمئنًا لا يعترض على أقدار الله، ولا يتذمر من أي نقص، بل يوقن أن الخير فيما اختاره الله له. فحين يرضى الإنسان بحاله، يجد السعادة في أقل القليل، ويتلذذ بالعبادة مهما كانت المشقة. فكم من شخص يشعر بالحرمان رغم امتلاكه الدنيا!، وكم من شخص فقير يحيا في راحة وطمأنينة لأنه راضٍ بما كتبه الله له! قال النبي ﷺ: “ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد ﷺ نبيًا”، فمن أراد أن يتذوق حلاوة الإيمان في رمضان، فليتعلم كيف يرضى.
و لذلك فالصبر والرضا وجهان لعملة واحدة، فمن صبر على الطاعات وجد لذتها، ومن رضي بما كتبه الله له عاش في نعيم حتى في وسط الابتلاء، فرمضان فرصة عظيمة للتدريب على الصبر في العبادة، وعلى الرضا بقضاء الله حتى نخرج منه بقلوب أنقى، ونفوس أكثر سكينة وسلامًا.
فالصبر جسر العبور إلى السعادة، والرضا هو مفتاح الطمأنينة. فلنجعل من رمضان مدرسة نتعلم فيها كيف نصبر ونرضى، لنحيا حياة مليئة بالراحة واليقين.
انتظرونا غدًا مع نفحة جديدة من نفحات رمضانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى